وزير الشؤون الدينية يفتح النار على حمداش
فتوى هدر الدم مساس بالمصالحة والجزائر تحتاج إلى فكر الكاتب
فتح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى النار على زعيم جبهة الصحوة السلفية، لإطلاقه فتوى بهدر دم الكاتب كمال داوود، حيث اعتبره غير مؤهل لإصدار هكذا فتوى أو حكم هو من صلاحيات جهات مختصة إن حق ذلك، موضحا بأن الكاتب الذي أثار جدلا كبيرا في الساحة “جزائري أكثر مما تتخيلون” وبدا محمد عيسى مدافعا عنه وعن فكره بالتأكيد على أن الجزائر تحتاج إليه وإلى ثقافته وكتاباته.
وأكد خوض وزير الشؤون الدينية محمد عسى بشكل مفصل في قضية الكاتب كمال داوود قناعة هذا الأخير بأن غياب مفت للجمهورية أو مجمع للإفتاء فتح الباب أمام لغط كبير وفوضى الفتاوى دون سند شرعي، حيث أكد الوزير بأن المشروع الذي “تبناه” هو إنشاء أكاديمية للإفتاء قد حظي بموافقة رئيس الجمهورية والوزير الأول، مشيرا إلى أنه ستترأسها شخصية دينية ووطنية كاريزماتية لا تستعمل الدين ضد وحدة الوطن وستعمل بالتنسيق مع رؤساء المجلس العلمي وقال “بأن إنشاء أكاديمية للفتوى لن يمنع الناس عن إصدار فتاواهم بإهدار الدم عبر الفايسبوك، إلا أننا بفتح الصيدليات لبيع الدواء يبقى المجنون وحده من يقتني الدواء في الشارع، فالأكاديمية ستكون مؤسسة تفتح الباب أمام الكفاءة الدينية ولعلماء النفس، الفلك، الاجتماع الذين سيتداولون داخل الأكاديمية ويكونوا مؤهلين أحسن لقراءة كتابات كمال داوود وتقييمها ودعوته إلى تصحيحها”. ووصف محمد عيسى ما نشره الشيخ زيراوي حمداش “بالانحراف والمنعرج الخطير” وانتقد خرجته بإطلاق فتوى هدر دم الكاتب كمال داوود ردا على مواقف معادية للإسلام، حيث قال “إنه ليس إماما من وزارة الشؤون الدينية وليس له مسجدا، ولا منبرا لإصدار هكذا فتوى “في وقت تدافع فيه الجزائر عن إسلام وسطي وتدعو إلى ترويج الصورة المثالية عن حقيقة الإسلام وليس تشويهه كما تفعل التنظيمات الإرهابية. وراح الوزير في رده على خرجة الشيخ عبد الفتاح إلى أبعد من ذلك، حين اعتبر أن فتوى زيراوي مساس بمشروع المصالحة الوطنية القائم على مبدأ التعايش والتسامح وتقبل الآخر، كما حاول محمد عيسى في رده على أسئلة الصحافة خلال منتدى يومية “المجاهد” إدراج الضجة التي أحدثها الشيخ عبد الفتاح ضمن خانة البحث عن التموقع والشهرة عبر هذه الواقعة، وقال “دعوا الدين والوطنية.. بعيدا عن الحسابات السياسية والتسييس”.
وإن بدا وزير الشؤون الدينية مدافعا عن ثقافة ومستوى كمال داوود الكاتب بقوله “إن الجزائر تحتاج إليه وإلى فكره، مؤكدا “إنه جزائري أكثر مما تتخيلون”، لكنه وجه له انتقادات داعيا إياه إلى احترام القواعد الأساسية للكتابة باسم الجزائر واحترام المقدسات وعدم الانسياق وراء التيارات الماسونية وبدا موقفه “متسامحا جدا” مقارنة مع الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحاته عبر الفايس بوك، وأضاف “كمال داوود بحاجة إلى نصح من المساجد وليس دعوة إلى إهدار الدم”.
مصدر الخبر
http://www.elbilad.net/article/detail?id=27361
